السبت، 13 سبتمبر 2014

حقيقة قول سالم الطويل في جمعية إحياء التراث وجماعتها البدعية

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد:

فمقال سالم الطويل الأخير بعنوان (جمعية إحياء التراث) صرح فيه بما كان يقوله في الخفاء واستنكره منه السلفيون مع بعض الحيدة والاستحياء

فكم نقل الإخوان أنه لا يحرم الانتساب لجمعية التراث وكم نقل الإخوان أنه لا يحرم حضور دروسهم والتعلم عندهم سواء في حلقات القرآن أو غيرها



ولكن جل الناس اليوم لا تثق بشهادة الثقات ولا تقنع إلا ما بما هو مكتوب أو مسموع!


وإنما يتستر سالم الطويل بالورع في قوله ( لا أستطيع الجزم بأن حضور حلقاتهم محرم يستحق مرتكبه الإثم) عن حقيقة قوله في هذه الجمعية، إذ يعتقد أن مخالفاتها لا تمت للعقيدة بصلة فلا يعتقد أن خلافنا معها عقديا، فهو يصرح في جلسة بريطانيا -موجها النقد لنا- أن أعظم ما نجده نحن على هذه الجمعية هو ( التحزب ) ثم يزعم أن هذا التحزب لم يسلم منه الصحابة الكرام! فإن كان أعظم ما نجده على الجمعية لم يسلم منه الصحابة الكرام فلن تحتاج أخي الكريم أن تسأل عن سائر مخالفاتهم فهي لا شيء بكل تأكيد عند سالم الطويل! بل زعم أن مخالفات هذه الجمعية هي من جنس مخالفات الأئمة الأربعة! [راجع المقطع الصوتي] [وراجع مقطع الفيديو]

فسالم الطويل لا يعتقد تحريم الانتساب إليها فضلا عن حضور حلقة قرآن عندهم، ولا تحريم التعاون معها شأن التعاون مع سائر الجماعات الضالة التي أفتى علماؤنا بتحريم التعاون معها، بل تجده يزكي أعيانا من رؤوسها ويراهم خيرا من بعض السلفيين!، وإنما غاية المشكلة عنده أنه لا يحب أن يترأسه التجار ممن ليسوا من أهل العلم ولا يحب أن يأتمر بأوامرهم وينصاع لقيادتهم!

نعم، لا تستغرب أخي الكريم فهذه حقيقة سالم الطويل وتصريحاته الكثيرة وما سبرناه طوال هذه السنين منه تؤكد لك ذلك.

كما يتستر سالم بالورع عن تبديع علي الحلبي وتبديع ابن جبرين وتبديع جمعية التراث عن حقيقة قوله فيهم أنهم سلفيون، وما وقعوا فيه مجرد أخطاء لا تضر سلفيتهم ولا تخرجهم من دائرة أهل السنة فيتستر عن التضليل بالتورع عن التبديع، ثم يكيل بالتهم الكثيرة للسلفيين فيتهمهم أنهم يطالبونه بتبديع ابن جبرين أو تبديع أعيان التراث وكل ذلك لا صحة له وإنما غايته التغطية على حقيقة قوله في هؤلاء والتهرب عن حقيقة أنه لا يعتقد في مخالفاتهم أنها من جنس البدع!


واليوم يلخص لنا سالم الطويل في مقاله بعض اعتقاده في جمعية إحياء التراث وينشر طواعية إجابته لبعض السائلين:



1- يسأله السائل هل هي جمعية حزبية فيأبى أن يقول عنها حزبية ويكتفي بقوله (الجمعية فيها تحزب) مع أنه كان يسميها إخوانية بإطلاق! والتحزب شأنه عند سالم الطويل كالتعصب والحسد حتى صحابة رسول الله لم يسلموا منها ! كما أنها أعظم ما نجده عند جمعية التراث كما يزعم، فيتلخص للسائل المسكين حفظ قدرهم وسلفيتهم فلا يضر التحزب بسلفيتهم كما لم تضر بصحابة رسول الله رغم ملازمتها لنفوسهم كملازمة الحسد للنفوس! [راجع الوقفة الخامسة]



2- وأجاب السائل عن قوله: ( هل ... يجب الحذر منها؟) بقوله: (أحذر غيري عن ما فيها من باطل كالتحزب) أي أن سالما يحذر الناس من الباطل الذي وقعوا فيه وهذا الباطل لا يستوجب التحذير من الجمعية ومن الانتساب إليها وهجرانها فشأنها كشأن أي سلفي يقع في خطأ فتحذر من خطئه، كما يرمي السلفيين بالتحزب ثم يزعم أنه لم يحذر منهم فالتحزب عنده لا يقتضي التحذير من أعيانهم!


3- ولما سئل عن حكم أخذ العلم عن هذه الجمعية وحضور دروسها أجاب بأنه لا يعلم أحدا حرم أخذ العلم الصحيح [ من أستاذٍ أو شيخٍ أو جمعيةٍ أو جامعةٍ أو كليةٍ أو كتابٍ أو شريطٍ أو إذاعةٍ أو موقعٍ من المواقع الإلكترونية ] وقال أيضا : " الواجب التحذير من الباطل وأهله أينما وجد في الجمعية وغيرها كالمدارس والمعاهد والجامعات والأسواق والمجمعات وغير ذلك، والتحذير من صاحب الباطل يكون بحسب ما عنده من الباطل أما التحذير المطلق فليس بدقيق !" ا.هـ

فلا بأس عند سالم الطويل بأخذ العلم عن هذه الجمعية فضلا عن حفظ القرآن وشأنها شأن الجامعات والكليات بل والأسواق والمجمعات التجارية، وينتج عنه أنه كما لا تحرم الدراسة في هذه الجامعات فلا تحرم الدراسة في جمعية إحياء التراث، وكما لا يحرم التسوق في الأسواق والمجمعات للتبضع فلا يحرم أيضا الحضور عندهم للتعلم!، بل وينتج عنه أشد من ذلك بأنه لا تحرم الدراسة وحفظ القرآن وأخذ العلم الصحيح عند جمعيات ومشايخ ومواقع وأشرطة أهل الضلال من الإخوان والتبليغ والدواعش كأبي بكر البغدادي وشافي العجمي وحجاج العجمي ورأسهم عبدالرحمن عبدالخالق فلا يعلم سالم الطويل عالما حرم أخذ العلم الصحيح عن أحد وتوعد فاعله بدخول النار!

بلغ بسالم الطويل أن يدوس على كل آثار السلف في مجانبة أهل البدع ومفاصلتهم وعدم أخذ العلم عنهم وحرق كتبهم وهدر علومهم ويقر منهجا أفيحا يسع أهل الضلال جميعهم ويرمي أبنائنا في أحضانهم لقمة سائغة فلا رعى أمر الله ورسوله ولا رعى آثار السلف ولا رعى قواعد الشرع العامة في درء المفاسد وتقديمها على تحقيق المصالح فإنا لله وإنا إليه راجعون.

4- ولما سئل سالم الطويل عن حكم عثمان الخميس وعادل المطيرات من مشايخ التراث الذين يدرسون تحت مظلتها ونشئوا في أحضانها تملص من الإجابة بقوله: "  لم يتضح لي قصدك بقولك (ما حكمهم )" ا.هـ
رغم وصف السائل لهؤلاء بصحة العقيدة والمنهج لم يعلق على دعوى السائل بصحة منهجهم، ومع علم سالم بضلالات عثمان الخميس المنهجية إلا أنه حاد عن الإجابة في حكمهم، فسالم لا يرفع رأسا بآثار السلف في إلحاق المرء بخدنه وبمن يدافع عنهم في الحكم، فيراها إما آثارا محصورة بالزنادقة والجهمية أو قضايا أعيان لا عموم لها مات حكمها مع موت أعيانها! [راجع المقطع الصوتي]

بل لو أثنى رجل على الخارجي أسامة بن لادن فلا يستحق عند سالم أن يلحق به حتى لو رفناه بحال ابن لادن إذ ليس ثمة بدعة اسمها (بدعة الثناء على أسامة بن لادن) ولا يعدو أن يكون ثناؤه خطأ ولا يضر بسلفيته، ولك أن تقيس على ذلك ما شئت من رؤوس الضلال والاعتذار لمن يزكيهم، وتصوير تزكيتهم بمجرد خطأ لا يخدش بسلفيته!  [راجع المقطع الصوتي]

5- ثم استشهد سالم بفتوى العلامة ابن باز - رحمه الله - في الذهاب مع جماعة التبليغ مع أن الشيخ جعل الأصل تحريم الخروج معهم والجواز أمر مستثنى له شروط فنقل سالم المستثنى المشروط مستدلا به وترك الأصل من فتوى الشيخ !

فاشترط الشيخ أن لا يكون فيها الخارج معهم متابعا راضيا بمنكراتهم وأن يكون ذا قوة علمية وبصيرة لرد شبههم وأن يخرج للإنكار عليهم وليس لتعليمهم فحسب!

ولو سلك العالم وطالب العلم شروط والدنا هذه فلن يبق له مكان بين صفوف هذه الجماعات وسيطرد من أوسع باب!

وادعى سالم أنه من حقهم أن يعتمدوا هذه الفتوى في تدريس بعض المشايخ في جمعية إحياء التراث ولا أعرف لم هذا اللف والدوران فسالم لا يرى أصلا تحريم الانتساب إليهم فضلا عن التدريس عندهم فشأن الانتساب إليهم كشأن الانتساب للجامعات والمدارس سواء مدرسين أو طلابا !

وهذا الكلام من تصوير التراث بالمدارس التي قد يكون بعض الإداريين فيها ضالا وآخر سلفيا كان يكرره بين صفوف السلفيين من سنين واستنكروه منه لما فيه من تقرير جواز الانتساب إليهم وإخراجهم من كونهم فرقا ضالة عن منهج السلف.

وأعرض سالم عن فتاوى علمائنا في تحريم تعدد الجماعات وتحريم الانتساب إليها فأصل كيانها محرم وتفريق للمسلمين واقتداء بسنن الكافرين.

فوالله لو هجرت هذه الجماعات من أهل العلم الموثوقين فبأي واجهة علمية سيصطاد هؤلاء شبابنا؟!

6- ثم اختتم المقال بقوله: "فأحبهم وأواليهم بقدر ما يستحقون، فهم مسلمون موحدون، وهم بالجملة لا يسلمون من الأخطاء والانحرافات والأهواء شأنهم شأن غيرهم، فأبغض فيهم ما جانبوا فيه الحق بقدره، ولا أتجاوز ذلك" ا.هـ

تخيلوا يا إخوتي الكرام لتعرفوا قبح هذا الكلام أن يقال مثله في الإخوان والتبليغ والقاعدة والسرورية وجماعة التكفير والجهاد فهم أيضا مسلمون موحدون فيأتي رجل معترضا لجهاد السلفيين وطعنهم فيهم ويرميهم بالغلو ثم يصفهم بقوله: (أحبهم وأواليهم بقدر ما يستحقون) ! ، ثم يهون من شأن ضلالاتهم وبدعهم فلا يسميها إلا بـ [الأخطاء والانحرافات والأهواء شأنهم شأن غيرهم ... ولا أتجاوز ذلك] فشأنهم شأن غيرهم من غير المعصومين، ولا يتجاوزه إلى تحريم الانتساب إليهم وتحريم أخذ العلم الصحيح عنهم وإطلاق التضليل فيهم فهذا كله في نظره غلو وتجاوز وفي بعض مسموعاته جعل شأن أخطائها كأخطاء الأئمة الأربعة! [راجع المقطع الصوتي]

وهل تبق حجة لعاقل بعد هذا أن يستنكر قولنا في سالم أنه يخذل السلفيين ؟!

سالم الطويل يرمينا بالتحزب واتباع الهوى وغلاة التبديع والغلو في ولاة الأمور ويجعل خطرنا لا يقل عن خطر التكفيريين ومع ذلك ومع كل اتهاماته هذه لنا فهو في نظره وسفسطته لم يصدر منه تحذير في حقنا!

كذا ما يصدر منه من تحذير من أخطاء وانحرافات وأهواء هذه الجماعات هي في حقيقتها ليست بتحذير منهم فهم مسلمون موحدون غير معصومين ومن الظلم لديه التضليل العام فعلماؤنا ممن سلكوا هذا التضليل كالوالد عبد العزيز بن باز - رحمه الله - وغيره ظلمة لم يرعوا الإنصاف والعدل فجاء سالم بتمييعه وأصوله الحلبية بالعدل والإنصاف!

ومن تناقضات سالم الطويل العجيبة مما بينته سابقا في [الوقفة الأولى] أنه يقرر هنا بأن جمعية التراث شأنها كالجامعات والمدراس وغيرها رغم تقريره القديم قبل سلوكه ركب الحلبي أن الجمعية هي جماعة إخوانية بدليل لو ألغيت الجمعية لبقيت الجماعة!

فقديما يرفض أن يقر بأنها مجرد جمعية تنظيمية وإنما هي منطوية على جماعة إخوانية واليوم يقرر أنها جمعية تنظيمية كالجامعات والمدارس!

عذرا أخي القارئ لم أحرر كلام العلماء المنقول فهي مشهورة معروفة، ولم أوثق كلام سالم فهو موثق في المقالات الأخرى التي كتبتها حاولت جاهدا أن أشير لبعضها، وإنما غايتي الاختصار ما أمكن وترك التكرار والوقوف السريع على مقال سالم الأخير في جمعية إحياء التراث دون الانشغال الكثير تحريرا وبحثا في كل جديد له فإن شنشنته طويلة لا تنتهي كالسمك الذي لا يعيش إلا في الماء فسالم لا يعيش إلا في جو الشغب وتخذيل السلفيين ويكفي الصادق النبيه الإشارة والتنبيه.

ولا أظن بعد مقال سالم هذا عذرا لمن يقول: سالم الطويل حارب الجمعية أكثر من ثلاثين سنة! فشأن سالم كشأن من يحارب الأشاعرة مثلا سنين طويلة مع إقراره لها بالسلفية والسنية والشهادة لبعض رؤوسها بأنهم أفضل من بعض السلفيين والاعتذار لأعظم بدعها - في نظره - برمي الصحابة بها أو بمساواتها بأخطاء الأئمة الأربعة! بل مع تقرير قواعد وأصول كفيلة للاعتذار لجمعيات وهيئات أهل البدع سواهم وجواز الدراسة عندهم والانتساب إليهم فشأنها كشأن الجامعات والمدارس والمعاهد والأسواق والمجمعات التجارية!


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.