الأربعاء، 24 يونيو 2015

صلاة ركعتي بعد الوتر

صلاة ركعتي بعد الوتر 

قال الألباني كما في رسالته (قيام رمضان):
"وله أن يصلي ركعتين [أي بعد الوتر] لثبوتهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلا بل إنه أمر بهما أمته فقال : "إن هذا السفر جهد وثقل فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين فإن استيقظ وإلا كانتا له"


وعلق الألباني في الحاشية قائلا : "وقد كنت متوقفا في هاتين الركعتين برهة مديدة من الزمن فما وقفت على هذا الأمر النبوي الكريم بادرت إلى الأخذ به وعلمت أن قوله صلى الله عليه وسلم : "اجعلوا آخر صلاتكم في الليل وترا" إنما هو للتخيير لا للإيجاب وهو قول ابن نصر" انتهى كلام الألباني رحمه الله

السفر : بفتح السين والفاء وجاءت رواية (السهر) والأرجح لفظ السفر لأنها أحفظ ولأن القصة وقعت في رحلة سفر

جهد : بالفتح والضم وهي المشقة

الثقل : بكسر الثاء وسكون القاف وفتحها أي ثقيل على النفوس البشرية لخلاف عادتها الطبيعية

وتأول بعض العلماء الحديث على :

1- أن قول نبينا ( إذا أوتر أحدكم ) أي إذا أراد أن يصلي الوتر فليركع ركعتين ثم يوتر بعدها بواحدة أو ثلاث فتكون هاتين الركعتين له كقيام التهجد في الأجر والذي يكون بعد النوم فإن استيقظ أتم تهجده وإلا كانت له كأجر التهجد
وهذا التوفيق ممن ذهب إليه ابن رجب ولكن يرده حديث أبي أمامة الصريح في أنها بعد الوتر وقد حسنه الألباني : "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليهما بعد الوتر وهو جالس يقرأ فيهما {إذا زلزلت} و {قل يا أيها الكافرون} "

2- أن الأمر بصلاة الركعتين بعد الوتر جاء لبيان الجواز وهو قول الدارمي والدارقطني 

وبين ابن خزيمة أن الأمر في الحديث لجميع الأمة أمر ندب وفضيلة

ورحم الله الألباني رغم أنه وقف على فعل النبي صلى الله عليه وسلم للركعتين إلا أنه لم يقل بموجبه لمعارضته (في الظاهر) قوله بجعل الوتر آخرا والفعل يتطرقه الاحتمال والخصوصية فقال فيما مضى : "والأحوط تركهما اتباعا للأمر والله أعلم"
فلما وقف على أمره بالركعتين قال بموجبه
وهذا فيه تحري العالم قبل الحكم بالأمر 
وإن كان هذا في فعل من أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بمن يقول متسرعا بموجب بعض الآثار عن أفعال السلف دون تدقيق في السنة وعرضها عليه ؟!