الجمعة، 30 مايو 2014

الوقفة الخامسة مع بعض تناقضات وتقريرات سالم الطويل (رمي الصحابة بالتحزب)

وقفات مختصرة مع بعض تناقضات وتقريرات سالم الطويل

(( الوقفة الخامسة ))

هذه الفائدة من إشارات الشيخ الفاضل خالد عبدالرحمن جاد حفظه الله ووفقه لكل خير

سالم الطويل بين شهادته على صحابة رسول الله بالوقوع في الحزبية ووجودها في نفوسهم وبين مناصحته لغيره من الخصوم إذا وقعوا بمثل هذه الألفاظ بل قد يكون بعضها أقل منها قبحا !



في جلسة سالم الطويل في بريطانيا في معرض كلامه على جمعية إحياء التراث والتهوين من بدعة التحزب الواقعة فيها وبيان أنها مجرد معصية ليست ببدعة ( وهذا التقرير الغريب يتراجع عنه تارة ويصر عليه تارة أخرى وتراجعه موثق عندي) اتهم الصحابة بالوقوع فيها وجعل الحزبية كالحسد مجرد معصيتان موجودتان في نفوس الجميع فمنهم من يخفيها ومنهم من يظهرها فقال: " التحزب التحزب هذا موجود في نفوس الناس كلها، العصبية موجودة، حتى في الصحابة قالوا: يا للمهاجرين يا للأنصار، لكن هذه متفاوتة؛ في ناس عنده عصبية لدرجة أنه يجعلها فوق الدين، وفي ناس أقل أقل أقل، وفي ناس تظهر إذا تحرشت فيه ولّا شي يمكن تطلع وياه ولّا، وفي ناس أقل هاه أما يجيك إنسان يقول: حزبية! وكأنه تنزيل من عزيز حميد ما فيه ولا حزب ما فيه ولا عص.. هذا مو صحيح، أنت فيك وهذا فيه وأنا فيني وكل واحد فيه، لكن فيه ناس يضبط نفسه وفيه ناس لأ معطي نفسه هواها، لما قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تحاسدوا، الحسد في هذا الرجّال ترى فيك حسد وأنت فيك حسد وهذا فيه حسد كل إنسان فيه حسد " ا.هـ
راجع تفضلا هذا الرابط

فلما نوصح على قوله هذا ازداد إصرارا وأعاد مقالا له بعنوان (دعوها فإنها منتنة) فقال: "فائدة: الحزبية شرها عظيم لذا نهى الله عنها بقوله {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)}[الروم]، وقد ذكر بعض أهل العلم أن من عقوبة الله تعالى بهؤلاء كونهم يفرحون بتفرقهم وتحزبهم فهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. ولقد صدر عن بعض الصحابة رضي الله عنهم شيء من ذلك فبادر النبي صلى الله عليه وسلم بالإنكار عليهم إنكاراً شديداً لعلمه صلى الله عليه وسلم بخطورة ذلك التعصب والتحزب، ولقد عاب علي بعض الناس كلامي هذا وحمله على أني أطعن بالصحابة والعياذ بالله، ولئن أخرُّ من السماء خير وأحب إلي من أن أطعن بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ...." ا.هـ

لما قال نبيل العوضي في مقابلة له في الوطن مبررا لديمقراطية الجماعات: "كانوا يناقشون عمر ويحاسبون أبا بكر رضي الله عنه مع أنهم أصلح الناس في زمانهم" ماذا تتوقعون علق سالم الطويل على هذا الكلام؟!
قال سالم الطويل كما في مقاله ( التعليق الجميل على الدكتور نبيل 4 ) : " أدعوك إلى أن تتوب إلى الله عز وجل توبة نصوحاً على جرأتك في نسبة هذا القول إلى الصحابة رضي الله عنهم ..." ا.هـ
يستنكر ويستتيب العوضي من نسبته للصحابة المفهوم الديمقراطي الذي تبنته الجماعات الإسلامية اليوم، ويتجرأ فينسب لهم التحزب البدعي الذي تبنته الجماعات الإسلامية اليوم!
فها نحن ندعوك يا سالم لمثل ما دعوت له نبيل العوضي من التوبة إلى الله فما بالك تصر وتعاند؟!

وقال سالم الطويل في معرض ذكره لمعايب القصاصين في مقاله ( ذم القصاصين ): " روايتهم للفتن التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم والنيل منهم وتنقصهم مع أن الواجب الإمساك عما جرى بين الصحابة" ا.هـ
فأين إمساكك يا سالم عما جرى بين هذين الغلامين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم النيل منهم وتنقصهم؟! فهل سلكت مسلك القصاصين الذي تعيبه عليهم؟!

وماذا أجاب سالم الطويل على شافي العجمي حين قال في خطبة له: " لقد وقع الصحابة في أمر يسير جداً اختبرهم الله به ألا وهو الاختبار بالمال الفتنة في حطام الدنيا امتحنهم الله تعالى في الأنفال التي غنموها بعد غزوة بدر فحصل نزاع بين بعض الصحابة وهذا يقول هذا لي وهذا لي .... السبب الصحيح لحل النزاع وحل الشقاق وحل التفرق والتشرذم (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أول فتنة وقع فيها الصحابة فتنة المال من فتن الدنيا افتتنهم الله بالمال" ا.هـ

قال سالم الطويل كما في مقاله ( الرد الشافي على دكتور الشريعة شافي 3 ): " لا حول ولا قوة إلا بالله [هكذا كتب والواجب أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون كما نبه على ذلك العلامة ابن عثيمين رحمه الله ولكن الظاهر أنه لم يسمع ذلك في الألف شريط التي سمعها للشيخ كما يقول!] أهكذا يا دكتور تتكلم على الصحابة من غير تحفظ ولا وزن لألفاظك؟! أنسيت أم جهلت أن هؤلاء صحابة وهم خير الناس الذين زكاهم الله تعالى ورسوله؟! كيف تصفهم بقولك (لقد وقع الصحابة.... في حطام الدنيا) ؟! أم كيف تجرأت بوصفك إياهم بقولك (التفرق والتشرذم)، بل كيف تلقى الله تعالى بقولك (وقع فيها الصحابة فتنة المال من فتن الدنيا! افتتنهم الله بالمال)
أخي القارئ العزيز الواجب على كل مسلم أن يتقي الله تعالى ويمسك عن الكلام في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان ثمة سبب نزول للآية فلا يزيد على أن يذكر الرواية مع التثبت من صحتها دون التعليق على شيء منها مما يظهر فيه إساءة لهم رضي الله عنهم وأرضاهم كما يجب على كل من وقع في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المبادرة إلى التوبة النصوح.
الدكتور خطيب الجمعة لا يحسن اختيار الألفاظ في حق الصحابة: دكتور الشريعة وخطيب الجمعة غير موفق في ألفاظه بل غير مؤدب مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك تسمعه يقول على المنبر وهو يخطب في الناس (إن التنازع على المال ليس من صفاتكم يا معشر الصحابة) ويقول (ثم الله يعالج بعض الأمراض التي كانت موجودة عند بعض الصحابة)، ويقول (كان في بعض الصحابة كراهية للحق الذي أنزله الله وهو مواجهة الكفار)، ويقول (إذاً ستبتلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم بمن يجادل في الحق والحق هل يجادل فيه أحد؟ نعم يجادل فيه الجاهل والغبي والأحمق والسفيه والمجنون ويقول تبارك وتعالى (يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ وَهُمْ يَنظُرُونَ) يعني أن الصحابة جادلوا النبي صلى الله عليه وسلم)
أخي القارئ العزيز أكاد أجزم أن الدكتور سيقول ما كنت أقصد وليس في قلبي ولا نيتي أن أسيء للصحابة فيقال له ولأنصاره نحن ننتقد ألفاظك لا نيتك وقصدك والواجب عليك إذا كنت لا تحسن اختيار الألفاظ ألا تخطب ارتجالياً اكتب الخطبة وراجعها واضبط ألفاظك" ا.هـ

وبمثل جوابك نقول لك يا سالم :
أهكذا تتكلم على الصحابة من غير تحفظ ولا وزن لألفاظك فترميهم في الوقوع في التحزب كما وصفهم الدكتور في الوقوع في حطام الدنيا وفتنة المال؟!

وكيف تجرأت يا سالم بوصفك الصحابة بالتحزب والذي هو عين التفرق والتشرذم الذي رماهم به الدكتور؟! وقد قال تعالى: { ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون} فسمى الله التحزب فرقة وشيعا.

أليس الواجب يا سالم أن تتقي الله تعالى وتمسك عن الكلام في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما تأمر به الدكتور؟! أليس الواجب بعد علمك وتنبيه إخوانك أن تبادر إلى التوبة مما تفوهت به من إساءة في حق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أمرت به الدكتور؟!

أليس الواجب يا سالم إن كان ثمة سبب لحديث الغلامين ألا تزيد على أن تذكر الرواية مع التثبت من صحتها دون التعليق على شيء منها مما يظهر فيه إساءة لهم رضي الله عنهم وأرضاهم كما أمرت به الدكتور في سبب نزول الآية؟!

إنك بشهادتك ومعاييرك يا سالم على خصومك لا تحسن اختيار الألفاظ في حق الصحابة فأنت غير موفق وغير مؤدب معهم!، فإذا كان الدكتور وصف الصحابة ببعض الأمراض التي يعالجها الله فيهم فأنت قد وصفتهم بمرضي التحزب والحسد ولم ترع لفظك وتمسك عن جناب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جرى بينهم.

فإن قال سالم أنه لم يعن الطعن بالصحابة كما تقدم: "ولقد عاب علي بعض الناس كلامي هذا وحمله على أني أطعن بالصحابة والعياذ بالله، ولئن أخرُّ من السماء خير وأحب إلي من أن أطعن بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..." ا.هـ
فلنا أن نقول كذا الدكتور لم يعن الطعن فيهم - كما يفترضه سالم والله أعلم بما في النفوس! - ولكن الدكتور ضرب بهم مثل السوء كما ضرب بهم سالم مثل السوء، ولنا أن نجيب عن سالم بمثل ما قاله للدكتور: "أكاد أجزم أن الدكتور سيقول ما كنت أقصد وليس في قلبي ولا نيتي أن أسيء للصحابة فيقال له ولأنصاره نحن ننتقد ألفاظك لا نيتك وقصدك والواجب عليك إذا كنت لا تحسن اختيار الألفاظ ألا تخطب ارتجالياً اكتب الخطبة وراجعها واضبط ألفاظك" ا.هـ


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.