السبت، 4 يناير 2014

" أثر لابن عباس في شدة السلف على بعض أهل السنة في الإنكار "

أخرج البخاري عن سعيد بن جبير قال : " قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي [ تابعي له رواية ] يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى صاحب بني إسرائيل.
فقال ابن عباس : كذب عدو الله، حدثني أبي بن كعب : أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل، فسئل : أي الناس أعلم، فقال : أنا، فعتب الله عليه، إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه : إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك. قال : يا رب! وكيف به... ".

قال الحافظ ابن حجر : " قوله: "كذب عدو الله ": قال ابن التين: لم يرد ابن عباس إخراج نوف عن ولاية الله، ولكن قلوب العلماء تنفر إذا سمعت غير الحق، فيطلقون أمثال هذا الكلام، لقصد الزجر والتحذير منه، وحقيقته غير مرادة ".

قال الحافظ: "قلت: ويجوز أن يكون ابن عباس اتهم نوفا في صحة إسلامه، فلهذا لم يقل في حق الحر بن قيس هذه المقالة، مع تواردهما عليها.
وأما تكذيبه، فيستفاد أن للعالم إذا كان عنده علم بشيء، فسمع غيره يذكر فيه شيئا بغير علم: أن يكذبه، ونظيره قوله صلى الله عليه وسلم: "كذب أبو السنابل "، أي: أخبر بما هو باطل في نفس الأمر" ا.هـ
[ الفتح : 1 / 219 ]

فأين دعاة الأخلاق المصطنعة اليوم من هذا المأثور عن ابن عباس غيرة على الحق وإمعانا في الزجر فيقول لتابعي : " كذب عدو الله " ؟!

لو قالها رجل اليوم في رأس من رؤوس أهل الضلال فضلا عن أهل السنة لرمي بالغلو !